منتدى المعلم و العلم والمعرفة
الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة  132069017yx2

مرحبا بكم في منتدىالمعلم والعلم والمعرفة

www.faid.ibda3.org

المدير
منتدى المعلم و العلم والمعرفة
الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة  132069017yx2

مرحبا بكم في منتدىالمعلم والعلم والمعرفة

www.faid.ibda3.org

المدير
منتدى المعلم و العلم والمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المعلم و العلم والمعرفة

ليس من مـات فاستراح بميت إنمـا الميت ميت الأحيـاء إنما الميـت من يعيـش كئيباً كـاسفاً باله قليـل الرجـاء
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
مواضيع مماثلة
    facebook
    google
    تصويت

     

     الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    faidamine
    قتال
    قتال



    دولتي : مغربي
    الديانة : مسلم(مهتدي)
    جنسيتي : مغربي أو شمال افريقي
    كيف تعرفت علينا : جوجل
    عدد المساهمات : 90
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 13/04/2010

    الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة  Empty
    مُساهمةموضوع: الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة    الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 13, 2010 3:11 pm


    أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنه لابد من وجود بيئة داعمة ومشجعة للنابغين في العالم العربي والإسلامي، وذلك بدلاً من هجرة العقول المتميزة للخارج، متسائلا: هل عقمنا التغيير حتى يكون مصيرنا بأيدي أمم أخرى؟

    وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة الثلاثاء من برنامج حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تخت عنوان "حكايا التغيير" ـ : إننا نؤمن بأن الحظوة الحضارية والعالمية والإعلامية والتأثير هو في أيدي أمم وشعوب أخرى لكن هل فعلاً عقمنا حتى يكون مصيرنا بأيدي أمم أخرى؟.



    قصص نجاح

    وفيما يتعلق بأن هناك قوائم بأكثر الناس إثارة وتغييرا حول العالم، كما أن هناك كتابا جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هو شخصياً مؤثراً في حين أن بعض القوائم يغلب عليها المحلية، قال الشيخ سلمان : إن الكتاب الذي تحدث عن النبي كشخصية مؤثرة هو كتاب "المائة الأوائل" لمايكل هارت، لافتًا إلى أن هناك الكثير من الكتب المتخصصة في هذا الإطار، منها كتاب "حكايات كفاح" لمؤلف اسمه "كفاح فياض"، فالكتاب عربي، والمؤلف عربي لكن لا تجد في الكتاب قصة لعربي واحد!.

    وأضاف فضيلته أنه توجد في هذا الكتاب قصص عن فورد و هلتون و هتاشي و هونداي و كوداك و مكروسوفت أو نستلا أو نوكيا وبيبسي إلى آخره، وهي عبارة عن قصص نجاح وأشخاص والقائمة طويلة جداً.



    وأوضح الدكتور العودة أن الحكمة ضالة المؤمن نحن نستفيد منها ومن غيرها، وينبغي أن نقتبس هذه التجارب الإنسانية والبشرية من كل مكان، مشيرًا إلى أنه ضمن مثل هذه القوائم التي نطّلع عليها نجد أحياناً مائة قائمة أو حتى ألفا ربما يندر أن تجد منها واحداً عربياً.

    وتابع فضيلته أن السؤال الذي يطرح نفسه، هو : لماذا يحدث هذا؟

    ثقافة متخلفة

    وأكد الشيخ سلمان أننا حينما نتحدث عن تغيير أو عن مشروع، فإننا بحاجة إلى أن نهتم بكل الأشياء والتفاصيل وأن يكون عندنا شعارات ونماذج وأمثلة وأشخاص، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ضرورية لمثل هذا حتى نستطيع أن نقتحم ليس فقط القوائم العالمية، ولكن أيضا عقول كثير من الناس.

    وحذر فضيلته من أننا أحياناً ربما نستطيع أن نصل بأموالنا إلى بعض الجهات التي تصدر القوائم ونؤثر عليها أحياناً، ولكن هذه طريقة تنتمي إلى ثقافة متخلفة، مؤكدا أن الثقافة الناجحة هي أن يفرض الإنسان نفسه على الناس فيذعنوا له حتى لو كان هذا باختيارهم.



    رقم مؤثر

    وفيما يتعلق بأنه في بعض الأحيان يكون مقصودا عدم تصدير بعض النماذج العربية لتكون حاضرة في وسائل الإعلام الغربية، قال الشيخ سلمان: لقد صدر تقييم لجامعاتنا من الصين مرة ومرة أخرى من أسبانيا وصار هناك حديث في مواقع إلكترونية أو جهات ربما لا تكون متخصصة حول هذا التقييم وأنه لم يكن دقيقاً، مشيرًا إلى أنه ليست المهمة هي أن نسعى فقط إلى وجود الاسم أو عدم وجوده في هذه القوائم، ولكن علينا أن نسعى إلى وجود الرقم المؤثر أو الرقم الصعب.

    وأضاف فضيلته أنه لابد من وجود البيئة الداعمة لبعض النابغين في المجتمع وذلك بدلا من قتلهم، ولذلك نجد الهجرة هي هجرة العقول أو الأدمغة العربية وحتى الذين رجعوا، فالعديد من الناس احتفظوا بأسمائهم ورجعوا إلى بلادهم وربما هم من داخلهم يعضون على جراحهم لأنهم بقدر ما رجعوا بغاية الرغبة والحماس لأن يحدثوا تغييراً فوجدوا أنهم يصطدمون بقدر كبير من البيروقراطية والإهمال والتجاوز، مشيرًا إلى أننا في مجتمعاتنا الإسلامية يغلب علينا جانب الولاء على جانب الكفاءة، بحيث أننا دائما نكون مسكونين بالتساؤل عن مدى ولاء هذا الشخص لنظامه أو لجهته، مع أن الأصل هو الولاء وأن يكون الإنسان موالياً لوطنه ولأهله ويريد الخير، ولذلك تجد الإنسان ربما ينتقد بلده لكن لا يسمح للآخرين أن ينتقدوه لأن نقده يعتبره نوعاً من الإصلاح والمحاولة.



    قوائم شفافة

    وتعقيبًا على مداخلة تقول : نحن نراهن على إيجاد جو إعلامي للتغيير، فكلما وُجدت أسماؤنا نحن كعرب في هذه القوائم العالمية كان هذا أدعى لوجود قدوات للتغيير وخلق مناخ أجواء رائعة لتغيير أفضل، قال الشيخ سلمان: إنني أذكر أن جامعة جورج تاون في أمريكا أصدرت قبل سنتين أو أقل قائمة بأكثر من خمسمائة مسلم تأثيراً في العالم.

    وأضاف فضيلته : إنني أتمنى أن يكون مثل هذا المشروع في عالم عربي وإسلامي وبطريقة تكون شفافة، بحيث يكون لنا نحن قوائمنا التي تعتمد على أرقام وإحصائيات ومعلومات دقيقة، وقد نتقبل أو نغض الطرف عن أن هناك نسبة من المجاملة فيها شريطة ألا تؤثر أو تخل بالمزاج العام لهذه القوائم التي يفترض أن تكون داعمة وحافزة ومشجعة للمبدعين.



    حبل وثيق

    وتعقيبًا على مداخلة تقول : كم هو جميل أن نجعل من أنفسنا قدوة لمن معنا فنتغير إلى ما يرضي الله -عز وجل- حتى يرضى عنا، قال الشيخ سلمان : يقول ربنا سبحانه: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (الانفطار:13)، حيث ذكر بعض أهل العلم أن الأبرار في نعيم حتى في الدنيا فيجدون من رَوح هذه الجنة وطيبها في عاجل دنياهم، فعاجل بشرى المؤمن في الدنيا أن يجد الأنس والروح والسعادة ولذلك ينبغي أن يكون الإيمان مرتبطاً بالأمل.

    وأضاف فضيلته : إنه لمن المستغرب من إنسان أن يؤمن بالله حق الإيمان ثم يجد اليأس أو القنوط إلى قلبه سبيلاً، مشيرًا إلى أن الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- هو قوة هائلة وبقدر ما يستحضر الإنسان من معاني الإيمان في قلبه يستمسك بالركن الركين والحبل الوثيق الذي لا يتفلت ولا ينقطع.



    تنوع إلهي

    وفيما يتعلق بالفأل بالتغيير والخروج من حالة القنوط إلى طموح أفضل، قال الشيخ سلمان : إنه وإن كان المؤمن متفائلاً دائماً إلا أن طبيعة الحياة خليط ومزيج، فالسعادة ليست نمطاً واحداً، ولعل ما يؤكد ذلك أولئك الناس الذين سألوا الله أن يمنحهم السعادة، وسألهم الملك ما السعادة؟ فقالوا أن نحصل على كل ما نريد وأن نكون مبسوطين دائماً، وبعد فترة سألوا الله -سبحانه وتعالى- أن يعيدهم إلى حالهم الأولى لأن جمال الحياة هو في هذا التنوع الإلهي الرائع، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان في أحسن تقويم وخلق الحياة أيضاً في أحسن تقويم.

    وأضاف فضيلته : إن الشدائد التي تواجه الإنسان سواء كانت المرض أو الإصابة أو فقد عزيز أو الانكسار في موقف من المواقف، هي قوة في واقع الحال للإنسان، وعلى سبيل المثال، فإنني قبل أيام بلغني وفاة عمي سليمان رحمة الله عليه وهو آخر الأعمام رحمة الله تعالى عليه، فاستحضرت مثل هذا الموقف، وتذكرت أن طبيعة الشدائد لا تستثني أحداً.



    لماذا أنا؟!!

    وضرب الدكتور العودة مثالا لذلك، قائلا: إن ذي القرنين عندما كاد أو قارب الوفاة قال لأمه بعد موته : " اصنعي وليمة ضخمة وادعي إليها الناس لكن لا يحضر من أصيب بمصيبة " فلم يأت أحد، فتعجبت أين الناس؟ قالوا أنت اشترطت ألا يحضر من أصيب بمصيبة فكل الناس قد أصيبوا ؛ ولذلك فإن بعض الناس يقول : "لماذا أنا بالذات؟"، فهذه كثيراً ما أسمعها من بعض البنات والأولاد، لافتًا إلى أن هذا بقدر الناس.

    وتابع فضيلته : كما أن الإنسان لا يستطيع أن يغير المصيبة سواء كانت هذه المصيبة تتمثل في وفاة أبيك أو عمك أو قريبك أو حبيبك أو فقد عزيز، فهذا الحدث لا تستطيع أن تغيّره، لكن تستطيع بالتأكيد أن تغير مشاعرك وأحاسيسك وانطباعك تجاه هذا الحدث.



    الارتهان مرفوض

    وذكر الشيخ سلمان أن بعض الناس يكون رهينة للمصيبة، فتجده يرتهن ويتذكر أن الوالد كان ينام في هذا المكان، والعم كان يجلس هنا وذكرياته الجميلة وأحاديثه الطيبة، أو أن عمي رحمة الله عليه صاحب دعابة وابتسامة مع الصغير والكبير والجار، كما كان صاحب خلق كريم وطيبة وسماحة، لافتًا إلى أن هذه الذكريات ربما تقتل الإنسان أحياناً.

    ولفت فضيلته إلى أنه لا بأس أن يتذكر الإنسان هذه المعاني الجميلة بل قد يكون من الوفاء أن يتذكرها وأن يحتفظ بها لكن لا يقع رهينة لها، وإنما عليه أن ينتقل إلى مسألة المهندس أن يهندس نوعاً آخر من الأعمال مثل : الذكر الحسن المقصود في قول الشاعر:



    اذكرونا مثل ذكرانا لكم رب ذكرى قربت من نزحا



    استذكار الأموات

    وأوضح الدكتور العودة أن استذكار أمواتنا يكون بالدعاء لهم والترحم عليهم فهذا نوع من أداء الواجب، فضلا عن تقديم الأعمال الصالحة لهم، وأن نتصدق عنهم، أو نحفظ ودهم بوقف أو بعمل خيري أو بناء مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو مسجد أو أي عمل مهما كان صغيراً، أو عن طريق الاحتفاظ بالأشياء الجميلة التي تركوها، فضلا عن الوفاء والخلق الكريم والتواصل بين الأبناء والبنات والأقارب والجيران واللمة التي كانت تحدث حولهم وعندهم، واستحضار مثل هذه المعاني الجميلة.

    وأشار فضيلته إلى أن الإنسان مع الوقت ربما يقول كلاما بكل ارتياح، ولكن كان لا يستطيع أن يقوله في البداية، وهذا شيء مجرّب، وعلى سبيل المثال، فبعد المصيبة تماماً أنت لا تستطيع أن تقول هذه المصيبة خير وكذا وإن كان بعض الناس يقولها فيما بعد.



    لقد كان خيرا

    وضرب الشيخ سلمان مثالا لذلك، قائلا: لقد زرت ذات مرة شاعرًا في الزلفي، وهو رجل عظيم وتوفي ولده وعنده جلد، وعندما زرته أنا وأحد المشايخ قال : "ليته ميت متقدم إذا كنت سأراكم"، فالشاعر له لغته الخاصة وأسلوبه الخاص ولكن أحياناً بعض الكلام لا تستطيع أن تقوله الآن ولكن فيما بعد تستطيع أن تقول : واللهِ كان خيراً.

    واستطرد فضيلته : وكذلك فقد عالم جليل ربما يثلم في الإسلام ثُلمة، ولكن بعد عشرين أو ثلاثين سنة تتذكر وتقول ربما كانت خيراً لأنها ساهمت في ظهور أجيال جديدة، وفي شعور الناس بالفراغ وشعور الموقع ؛ ولذلك تنادى كثير من المشايخ وطلبة العلم والدعاة والمصلحون وسدّوا هذا الفراغ، مشيرًا إلى أن الإنسان في بعض الأحيان ربما لا يستطيع وقف النازلة لكنه فيما بعد تتذكر أنه ربما كان فيها من وراء ذلك الخير الكثير.



    إحساس بالذنب

    وذكر الدكتور العودة أن بعض الناس ربما يأخذهم الإحساس بالذنب، وعلى سبيل المثال، تجد الولد يقول : لقد كنت مقصراً مع والدي في البر أو شيء من هذا القبيل، مشيرًا إلى أن الإنسان في هذه الحالة عليه أن يتذكر الأشياء الجميلة التي عملها، من أنه بذل جهده في علاجه وبره، وغير ذلك من الأمور، وكذلك فإن الأب أحياناً يرى أنه قصّر مع ابنه، فتجده يقول يوماً من الأيام : لقد عاتبت الولد أو وبخته أو غضبت عليه، في حين أن هذا شيء طبيعي، ولكننا مع الموت أحياناً نبدأ نستذكر أولئك الناس وقد نشعر بقدر من الألم أو تأنيب الضمير.

    واستطرد فضيلته أنه على الإنسان أن يتذكر الأشياء الجميلة التي عملها وأن يتذكر أن أمامه قدراً آخر طيباً جميلاً من الوفاء والبر والاستذكار الجميل لأولئك الناس الذين يكرمهم ويعزهم.



    وقت الشدة

    وفيما يتعلق بأولئك الناس أو الأصدقاء الذين ربما حالت بيننا وبينهم كثير من الظروف، قال الشيخ سلمان : إن هذا يذكرنا بأهمية أن نكون أصحاب علاقة جيدة مع أصدقائنا حينما يحتاجون إلينا، فصديقك الذي فَقَد جاره أو ولده أو زوجته أو أصيب بمصيبة هو أحوج ما يكون إليك في هذا الوقت، وكما يقول ابن هذلان القحطاني في أبيات من الشعر الشعبي :



    إنا إذا كثر اليشاوير ماشير

    إذا كثرت الآراء لا أساهم بالرأي

    حلفت ماجي بارزٍ ما دعاني !

    أنا خويك بالليالي المعاسير وإلا الرخا كلٍ يسد المكان !



    وأضاف فضيلته أنه على الإنسان أن يدرك أن صديقه يحتاجه في وقت الشدة، أو عند المصيبة، ولذا فإنك يجب عليك مواساته أو الوقوف بجانبه، ولو كان ذلك برسالة جوال أو اتصال أو ايميل أو كلمة طيبة أو زيارة، مشيرًا إلى أن هذا المشهد الجميل موجود في المجتمعات الإسلامية، وعلى سبيل المثال، فإنه عند حصول حالة وفاة فإن عددا هائلا من الناس يحضرون ويكتظ المسجد ويصلون خارج المسجد ويذهبون في رمضان وقت الظهيرة إلى المقبرة وقت الشمس والعطش وشدة الحر، وتجد أنهم يحفون مثلاً بالأسرة ويزورنهم في بيوتهم ويتصلون بهم.



    روح اجتماعية.. وإعارة

    وأوضح الدكتور العودة أن هذه هي الروح الاجتماعية التي أمر الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين بها، لافتًا إلى أن التعزية سنة نبوية، مشيرًا إلى أن بعض العلماء يقيدها بثلاثة أيام، والصحيح أنها لا تتقيد وإنما بحسب الحاجة، فهي ثلاثة أيام وإن احتاج الأمر إلى زيادة فلا حرج في ذلك وأيضاً اختيار الكلام الطيب والوصية الطيبة والذكر الحسن هذا كله من المعاني الجميلة.

    وتابع فضيلته على أهمية التأكيد على فكرة الإعارة، وأن نتذكر أن ما حولنا هي عواري أو إعارات، فالعمر عارية، والولد عارية
    ، والبيت عارية، وحتى الروح نفسها عارية، مشيرًا إلى أن هذه الإعارة مؤقتة ليست دائمة خمسين سنة ستين سنة ويستردها أصحابها « لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى »، وكما تقول المرأة الصحابية: لو أن جيرانك أعاروك شيئاً فاسترجعوه منك، فهذه فكرة جميلة.





    أذكى من نيوتن

    وذكر الشيخ سلمان : لقد جاءتني رسالة جوال من شاب عربي أذكى من نيوتن، فهذا الشاب هو شاب عراقي اسمه محمد التميمي وعمره ست عشرة سنة، حيث يشير الخبر إلى أنه حل مسائل رياضية لم يحلها نيوتن، ولكن عندما جاءتني الرسالة ما أحببت أن آخذها مأخذ الجد فبحثت عنها وتحريت فوجدت أن الخبر لا يخلو من المبالغة، حتى الجامعة نفسها عندما وجه لها السؤال كانت الإجابة : إن الخبر غريب، ولماذا يتصل الناس علينا الآن، يبدو أن الخبر فيه تبهير.

    واستطرد فضيلته : لكن القصة صحيحة، فهو شاب عراقي عمره ست عشرة سنة في السويد واستطاع أن يحل هذه المسائل التي ربما حلها قبله علماء كبار لكن هو يعتبر عقلية لافتة للنظر ؛ ولذلك فإنني أتمنى أن يتم تبنيه من قبل مؤسسات، فلقد ذكرنا قبل أيام أن هناك مؤسسات مثل قطر فودنيشن أو غيرها من المؤسسات التي تتبنى الجانب المعرفي وتعليم النوابغ من أبناء المسلمين.



    ليس مستحيلاً

    وأردف الدكتور العودة: لقد سمعنا قبل فترة عن السيارة "غزال" التي تم تصنيعها في جامعة الملك سعود، ولكننا نريد إذا مشينا في شارع من شوارع الرياض أو شوارع جدة وشاهدنا أرتالا لا نهائية من السيارات، فإننا بدلاً من أن يقول أولادنا إن هذه السيارة أمريكية أو يابانية أو كورية، فنحن نريدهم يقولون هذه سيارة تركية وهذه ماليزية وهذه مصرية وهذه سعودية، مشيرًا إلى أن هذا ليس مستحيلاً ولا الطلب خارقًا للعادة بل ربما هذا أقل مما يجب أن يكون.

    وأشار فضيلته إلى أننا بحاجة إلى تبني مشاريع للقيام بمثل هذه الأعمال، مشيرًا إلى أنه يوجد الآن مطاعم في السعودية مثل البيك أو كودو أو هرفي أو غيرها، لا يوجد فرق بينها وبين مطاعم في أمريكا أو غيرها، وأصبحت ظاهرة عالمية وأصبحت جزءاً من ثقافة البلد.



    التجربة الماليزية

    وفيا يتعلق ببعض نماذج التنمية الموجودة في عالمنا الإسلامي، قال الشيخ سلمان : هناك التجربة الماليزية وإن كانت وردت أيضاً في تقرير لكن نموذج مهاتير محمد يظل نموذجاً متفرداً، وذلك من خلال القدرة على الانسجام داخل مكونات الشعب الماليزي، ودمج المالاويين والصينيين معاً، والتنمية الاقتصادية والتعليمية، والبناء الناجح، والقدرة على تجاوز المعوقات، ومنها الأزمات الاقتصادية العالمية، بل والمحاربة المقصودة، والقدوة الحسنة.

    وأضاف فضيلته أنه يذكر أن مهاتير محمد في أيام أزمة الأوراق المالية التي كادت أن تعصف بالنموذج الماليزي باع حلي زوجته علناً، وهذا بالطبع معنى رمزي من أجل أن يعبر للناس عن ضرورة التضامن في مثل هذا الموقف، فهي تجربة ثرة وثرية.



    احتساب تنموي

    وأردف الدكتور العودة أن هناك تجارب وقد تكون أصغر، وذلك من أجل أن ندرك أن هناك حالات عديدة، فقد حدثني ذات مرة الدكتور سعد مطر العتيبي، وهو جواب آفاق في سبيل الله جزاه الله خيراً وعنده جولات، لكن ذات مرة حدثني عن إندونيسيا وهي بلد ضخم وهائل جداً، لكن في ولاية جاوه الغربية يوجد محافظ اسمه أحمد هارون، حيث يقول : إن هذا الرجل من حزب اسمه حزب التنمية أو حزب العدالة، وأنه ينطلق من منطلق احتساب تنموي، ويرى أن التنمية احتساب، وبالتالي يقيم دورات حتى لرعاة الغنم بحيث يتحولون من مجرد رعاة -أحياناً- ربما يفتقرون، إلى أن يكونوا مستثمرين ومشاركين.

    وتابع فضيلته أن هذه الولاية تشهد نهضة أيضا في تعبيد الطرق وجعل التعليم مجانياً، لافتًا إلى أن الولاية خمس وأربعون مليون نسمة، منها ثمانية ملايين إنسان حصلوا على تعليم مجاني في المراحل الابتدائية والمتوسطة، كما يعمل هذا المحافظ على أن يكون التعليم كله مجانيا، حيث تجد الآن أن التعليم مجاني للفقراء والضعفاء، كما أنه في الجامعات يحصل الفقراء والمعدمون على منح مجانية بالآلاف.



    احتساب شرعي

    وأوضح الشيخ سلمان أن الأمر كذلك فيما يتعلق بالصحة ومعالجة الأمراض ومتابعتها والاحتساب الشرعي، وذلك لأن هذا المحافظ تخصصه شرعي وينطلق من هذه المنطلقات، فهو يعمل على جعل العلاج مجاناً للفقراء ويسعى في بناء أكثر من خمسمائة مستشفى في هذه الولاية العريقة الواسعة الممتدة، فضلا عن مناشط حيوية هائلة وضخمة وبهدوء، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات والأعمال والفرص المختلفة قللت كثيراً من حجم الانحراف الأخلاقي.

    وذكر فضيلته أن هذا بالإضافة إلى محاربة الرذيلة والفساد وإشاعة المعاني الإيمانية من الحشمة والوقار، وغيرها من المعاني الجميلة والرائعة، لافتًا إلى أنهم في هذه الولاية الطيبة عندهم مجموعة كبيرة من المناشط، فهي تمثل تجربة رائعة وجميلة وتستحق أن تعمم في كل ولايات هذا البلد الطيب بما في ذلك محاربة الفساد، حيث استطاعوا أن يوفروا مليارات الروبيات تقدّر ربما بمائة وخمسين مليون دولار من خلال محاربة الفساد وتقليص فرص الانحراف والرشوة وغير ذلك.



    بيئة أمنة

    وضرب الدكتور العودة، مثالا آخر، قائلا: لقد ذكر لي شخص من رواندا ذات مرة، وهي بلد ربما كلنا نذكر أنها كانت تشهد حربا أهلية بين الهوتو والتوتسي وذهب فيها ملايين وتحولت إلى حرب عنصرية، حتى كان الرجل يقتل زوجته إذا كانت من قبيلة أخرى ويقتل أولاده الذين يشبهون زوجته، في حين أن المسلمين كانوا في هذه الحرب بيئة أمن وأمان وسلام، فلم يدخلوا الحرب وإنما حاولوا إسكاتها وكانوا يحمون الذين يأوون إليهم.

    وأشار فضيلته إلى أنه بسبب هذا الموقف الإنساني أصبح المسلمون في موقع ممتاز وازدادت نسبتهم من ثلاثة أو أربعة في المائة إلى حوالي عشرة أو 12%، كما أصبح لهم نفوذ قوي في الحكومة، كما أن رئيس الوزراء لا تأتي مناسبة إلا ويشيد بدور المسلمين في مثل هذا العمل.



    انطباع جيد

    واستطرد الشيخ سلمان، قائلا: لقد زرت ذات مرة جنوب إفريقيا، والتي تبلغ نسبة المسلمين فيها ربما 2% ومع ذلك وجدت أن لهم حضوراً تجارياً يقارب 20%، مشيرًا إلى أن هذه من الحالات النادرة، فنحن غالباً ما نقول إن المسلمين في بلد ربما يشكلون أغلبية ومع ذلك حتى رئاسة الدولة تكون في يد غيرهم، ولكن في جنوب إفريقيا نجد أن الوضع منعكس، فمع قلتهم إلا أن حضورهم الاقتصادي رائع وممتاز ومؤسساتهم ومساجدهم ضخمة بل حتى في الحكومة لهم وزراء.

    ولفت فضيلته إلى أنه من ضمن الأشياء البارزة والمميزة أن نيلسون مانديلا، الرئيس السابق، يذكر أصدقاءه المسلمين في كتابه "الطريق الطويل إلى الحرية"، كم يذكر المواقف الإيجابية الجيدة، ولذلك فإن انطباع الكثير منهم عن الإسلام هو انطباع جيد، لافتًا إلى أن هناك الكثير من هذه الأمثلة التي يمكن للإنسان أن يستفيض فيها.



    أمل.. ومسئولية

    وتعقيبًا على مداخلة تقول : إنك لا تحتاج إلى تعاون الجميع أو تصريح من أي كان لصناعة التغيير، ولكن تذكر دائماً قول القائل إذا كان هناك أمر مأمول فأنا دائماً مسئول، قال الشيخ سلمان : لقد ذكرتني هذه المداخلة بقصة خبيب بن عدي -رضي الله عنه- كمثال، فقد كان مأسوراً في مكة ويحضر للقتل، وهذا هو الموقف النبيل :



    ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي

    وَذَلِكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَإِن يَشأ يُبارِك عَلى أَوصالِ شِلوٍ مُمَزَّعِ

    ولست بمبدٍ للعدو تخشعاً ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي



    وأضاف فضيلته : لكنني أؤمن بدور الفرد الذي يغير حتى من ذاته، فبدلاً من أن أكون مسكوناً بهمّ اليأس والإحباط وأموت قبل أن يأتي أجلي أموت روحياً وعاطفياً.. بدلاً من ذلك على الإنسان أن يتعلق بحبل الله وبالأمل، وكما يقول الشاعر :



    واشدُدْ يَدْيكَ بحَبلِ الدِّينِ مُعتَصِماً فإنَّهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْكَ أركانُ



    يد الله مع الجماعة

    وأوضح الدكتور العودة: لكن فيما يتعلق بالإصلاح العام، فإنني أرجو ألا يفهم من هذه المداخلة أن التغيير لا يحتاج إلى مؤسسات بل على العكس، فدور الفرد يبدأ حقيقة من خلال السعي إلى إيجاد مؤسسة، ولذلك ينبغي أن يكون احتفالنا بتكوين المؤسسات وأن نشيد بالمؤسسات وبالعمل التطوعي والجماعي وأن نتربى على روح الفريق.

    وتابع فضيلته أن يد الله مع الجماعة والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وكلما زاد العدد كان هذا أدعى إلى مرضات لله -سبحانه وتعالى- وتحقيق مصالح العباد وصالح الناس في الحياة الدنيا.



    تواصل أسري

    وتعقيبًا على مداخلة تقول : إن هذه التجارب ليست متفردة لكنها مجرد عينة من تجارب كثيرة موجودة في مجتمعاتنا، قال الشيخ سلمان : هذا يذكرنا بأمور كثيرة، منها: أننا حينما نتحدث عن النجاح والتغيير لا يُفترض أن نتخيل مستوى إبداعياً خارقاً، مشيرًا إلى أنه من التغيير استخدام الأشياء البسيطة، فالبساطة بحد ذاتها هي سر، لكن بعض الناس ربما يزهد في الأشياء المألوفة أو البسيطة أو المقدور عليها وهذا مزلق نفسي، فلذلك فإن عملية التغيير تجمع الأسر.

    وأضاف فضيلته أن هذا معنى جماعي رائع وخاصةً أننا نتحدث عن الشدائد والحاجة إلى التضافر والتواصل الأسري وتجمع الناس، لافتًا إلى أن التواصل الاجتماعي والعائلي ونظام الأسرة الذي لا يزال قائماً وفاعلاً بشكل قوي يعد ميزة إيجابية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، كما أنه عصمة بإذن الله من كثير من المتغيرات السلبية، مؤكدا أن الحفاظ على مثل هذه التجمعات مهم ودعمها مطلوب.



    تسامح.. ولكن

    ومن جانيه ذكر الأستاذ أحمد الفهيد، والذي يمثل "صدى الجمهور"، أن هناك بعض القضايا التي أثارتها حلقة الأمس من البرنامج، في مقدمتها، ماكتبه بدر بنيان تحت عنوان "مساجدنا وكنائسهم وتسامح العودة والتغيير" يقول : يتحدث الدكتور سلمان العودة عن التسامح بروح صافية لكن ثم سؤال محير يخطر ببالي وهو : هل من التسامح الذي يروج له الدكتور أن نحترم حرية الآخرين في اعتناق الديانة التي يرغبونها ويمارسون طقوسها في أي مكان على وجه الأرض؟ وهل يمكن أن يقيم المسيحيون قداساً لهم في السعودية، قال الشيخ سلمان : نحن نحترم حرية الآخرين، فنحن لن نبحث عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم، والمنافقون كانوا موجودين في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان لهم تجمعات وأعمال ونشاطات في المدينة ولم يُدن أحد منهم حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.

    وأضاف فضيلته أن السعودية بطبيعة الحال بلد مسلم، وسكانه كلهم مسلمون مائة بالمائة ولكنه يستقبل أناسا من ديانات أخرى، لا يمنعهم في أماكنهم الخاصة وبيوتهم وتجمعاتهم الخاصة أن يقوموا بأعمالهم أو تعبداتهم لكن لاشك أنه لا يسمح لهم بفعل ذلك علانية أو في الأماكن العامة، مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بإلزام السيدات بغطاء الرأس فهو نظام في البلد ومع ذلك فإن هناك قدرا من التسامح في هذا الموضوع.



    خيط رقيق

    وتعقيبًا على ما كتبه يحيى الأمير في صحيفة الوطن تحت عنوان "آخر الدعاة"، مشيرًا إلى أنه كيف يمكن أن تحدث خطبة الجمعة تغييرا، على الرغم من توحيد موضوع الخطبة وعدم وجود خطباء مؤهلين، قال الشيخ سلمان : إن هذه المداخلة تعتمد على خبر توحيد الخطبة، مشيرًا إلى أننا ضمن عملية التغيير لابد أن نتعود على أن نتوقف عن نشر الأخبار الغير مؤكدة حتى نتأكد منها، مشيرًا إلى أن ما بين الصدق والكذب -أحياناً- خيط رقيق.

    وأضاف فضيلته أن الإنسان قد يشيع خبراً ويقول لك أبداً، لأنه سمعه عدة مرات، مشيرًا إلى أن كونه سمع عدة مرات لا يعني أنه خبر صحيح، فمن المؤكد أن توحيد الخطبة لم يحدث، فهذا الكلام أسمعه من عشرين سنة وإلى يومنا دون أن يوجد تعميم للخطبة.



    مطالب إيجابية

    وأردف الدكتور العودة: إنه يبدو لي أن هذا شيء مستبعد لا أراه في أي بلد إسلامي أو أن هناك تعميما للخطبة بهذا الشكل، لكن فكرة توجيه وإعداد الخطباء يعد مطلبا، مشيرًا إلى أنه من المهم جداً أن تهتم الخطبة بالمشكلات اليومية للناس وليس فقط الاهتمام بجهة إثارتهم تجاه سلبيات موجودة وإنما بجهة التعاطي الإيجابي معها وتعليمهم على كيفية إيصال رأيهم إلى الآخرين.

    وتابع فضيلته أنه لابد أن تكون الخطبة أداة أو وسيلة لتحقيق مثل هذه المطالب الإيجابية الواقعية.



    احتمال الخطأ

    وفيما يتعلق بأن هناك من يرى أن التغيير ليس مجرد عنوان لبرنامج تلفزيوني بقدر ما هو قيمة عاش العودة في ظلها، واستطاع من خلالها أن يتجاوز خطابًا دينيًّا قائماً على الثبات، قال الشيخ سلمان : لاشك أننا بحاجة إلى حوار طويل حول التغيير، مشيرًا إلى أن من أكثر ما يعوق التغيير عندنا الوثوقية المطلقة، حيث أن هناك فئة من الناس عندها في داخلها إحساس بأنها ملائكية وأن ما تعتقده صواب.

    010

    وأضاف فضيلته أن ما يتعلق بدين الله ومسلماته ليس محل جدل وإنما هناك إلحاقيات بذلك كثيرة جداً بنيت عليها وتعتقد أنه صواب في مسائل اجتهادية وقضايا مصلحية وقضايا صغيرة وكبيرة، وحتى في مواقف من أشخاص تحتاج إلى أن نربي الناس، ولا نقول غيروا آراءكم فقط، ولكن ضعوا احتمالاً للخطأ، وتواضعوا كما تواضع الإمام الشافعي -رضي الله عنه- حينما قال : "قولي صواب يحتمل الخطأ".



    وثوقية مطلقة

    وأوضح فضيلته أن هذا الاحتمال بالخطأ يسمح بأن يكون الحوار حول كثير من القضايا حواراً بعيداً عن الاتهام أو السب أو التجريح أو التشنيع أو الإخراج من الدين أو سوء النية أو ما أشبه ذلك.

    وأضاف فضيلته: إنني أدعو ربي إن كان شيء مما نقوله أو إذا كان ما نقوله ليس نافعاً لعبادك فنسألك سبحانك أن تحجبنا عن ذلك وألا يتضرر بذلك أي أحد من الخلق وإذا كان نافعاً فنسألك أن تعيننا عليه وأن توصله إلى أسماع وقلوب قد تستفيد منه الناس.

    وتابع فضيلته أن هناك من يريدون الخير ويخطئون ويصيبون، فهم ليسوا معصومين لكن فكرة الوثوقية المطلقة دون الاستماع إلى الآراء الأخرى والتجادل حولها، هي معوق لعملية التغيير.



    اختلاف تنوع

    وتعقيبًا على ما كتبه الكاتب محمد جميل أحمد في صحيفة إيلاف الإلكترونية تحت عنوان "تحولات الخطاب الديني في السعودية.. سلمان العودة نموذجاً"، حيث ذكر أن تعليقات الدكتور العودة على كثير من القضايا الإسلامية الراهنة دلت على اختلاف واضح مع بعض رموز الخطاب الديني في السعودية، قال الشيخ سلمان : إن هذا الاختلاف هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، مشيرًا إلى أن ما نسعى إليه هو أن نكرس قدراً من الاختلاف المقبول الذي لا يقوم على أساس الإبعاد أو الإقصاء أو التهميش أو الإحلال.



    تغيير تراكمي

    وتعقيبًا على ما كتبه الزميل مطلق الروابي في صحيفة الوئام الإلكترونية تحت عنوان "العودة مِن لعن الظلام إلى إضاءة الشموع"، حيث أشاد بالبرنامج، كما يشير إلى أن التغيير يكون تراكميا ولا يمكن أن يكون وجبة سريعة، قال الشيخ سلمان : إنه لا شك أن التغيير تراكمي، مشيرًا إلى أنه من الضروري ربط التغيير بالقيم، بحيث لا نتعامل مع التغيير على أساس أنه ثورة على الواقع بخيره وشره وحلوه ومره وإنما هو عملية فرز وإعادة ترتيب الأولويات والأهمية للأشياء.

    وأضاف فضيلته : إن الكل يقرأ القرآن والسنة، ولكن دون أن يصل فعلاً إلى القرآن السنة ويقرأ بهذه الروح ؛ ولذلك فإنني أدعو إلى أن يكون رمضان نفسه فرصة لأن نقرأ القرآن الكريم قراءة الذي يريد أن يعرف ماذا يريد الله -سبحانه وتعالى- منا أن نفعل فنفعل، وماذا يريد منا أن نعتقد فنعتقد، ماذا يريد منا أن نترك فنترك.



    تصالح.. وإبداع

    وفيما يتعلق بأن هناك من يرى أن برنامج "حجر الزاوية" حوّل الخطاب الديني من خطاب تقليدي إلى خطاب أكثر تصالحاً مع الحياة، قال الشيخ سلمان : إن التصالح أو التكيف مع الواقع لا يعني قبول الواقع كما يظن البعض كما هو، ولكن فهمه بشكل معين، فلأن يكون بينك وبين الواقع رابطة التصالح فهذا هو نصف الحل، مشيرًا إلى أن النصف الثاني يتمثل في الإبداع والتنمية والانطلاق من هذا الواقع إلى ما هو أفضل منه.

    ولفت فضيلته إلى أن هناك كتابا مفيدا في هذا المجال وهو بعنوان: إن "الشدائد تصنع الأقوياء"، وهو كتاب جميل قامت بترجمته الأستاذة ليلى النابلسي، كما أضافت إليه إضافات جميلة.

    أسطول الحرية

    وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة تقول : إنها كانت من المشاركات في أسطول الحرية، وتقول: إن هناك تجربة قادمة، قال الشيخ سلمان : هذه تجربة ممتازة، فضلا عن كونها عملا إنسانيا ونبيلا يشترك فيه فئات كثيرة من الناس لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة وإيصال الخير إليهم، ولذلك نشد على أيديهم وندعوهم إلى الاستمرار في هذا الطريق واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة.

    وأضاف فضيلته أن قافلة الحرية أصبحت شعاراً، وكأنها عنوان لمرحلة تعبر عن إمكانية التغيير، والتأكيد على أن ذم الواقع أو هجوه لا يصنع شيئاً، بينما استثمار الفرص الصغيرة يمكن أن يحولها إلى فرص كبيرة.



    توظيف النكتة

    وأردف الدكتور العودة: لقد وجدت بعض إخواننا الخليجيين والسعوديين على سبيل الطرفة يوظفون قافلة الحرية في شكل نكت، مشيرًا إلى أن هذا معبر، فحتى النكتة أحياناً معبرة مثلما النكتة السياسية والنكتة الاجتماعية، فلقد أرسل لي مرسل يقول : ونرسل حريمنا في قافلة الحرية، نسأل الله إن شاء الله أن يكونوا شهداء والعكس طبعاً، حيث تجد بعض النساء قد تطلق نكتة أيضا، لكن ربما يكون من الأفضل ألا نتداول هذه النكت حتى وإن سهل إيصالها بالجوال أو غيره، وأن ندرك الأبعاد السلبية لتبادل مثل هذه النكت والإكثار منها، فهي تعد تعبيرا ولو جزئيا عن شيء في داخل النفس.

    وتابع فضيلته أن صاحبة المداخلة ذكرت أن هناك مشاركة خليجية ومغربية، وهذا شيء جميل، لأن القوافل السابقة كانت المشاركة فيها جزئية، وهذا عيب أن يكون هناك مشاركات من بريطانيا وأمريكا وأيرلندا ومن أماكن كثيرة من العالم، بينما كثير من شعوب المسلمين قد لا تكون ممثلة.. (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(المطففين: من الآية26).



    زكاة الفطر

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يتحدث عن زكاة الفطر، قال الشيخ سلمان : إن زكاة الفطر واجبة على المسلم سواء أكان ذكرا أو أنثى، كما أنها طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين، وقد أخرجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمر أصحابه بإخراجها كما في حديث ابن عمر وحديث أبي سعيد.

    وأضاف فضيلته أن زكاة الفطر تخرج يوم العيد قبل الصلاة أو قبل ذلك بيوم أو يومين، وتخرج من التمر أو البر أو غيره من القوت المتداول في البلد على المشهور من كلام أهل العلم، مشيرًا إلى أن مسألة إخراجها من المال مسألة فيها خلاف بين الحنفية والمذاهب الأخرى.



    استقطاب المبدعين

    وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة تقول : لابد من استقطاب الناجحين والمبدعين، بحيث يوجد برنامج إعلامي يتحدث عن مبدعين بدلا من أن يتحدث فقط عن أناس عندهم معاناة، ويتم تبنيهم من قبل رجال أعمال، قال الشيخ سلمان : هذا شيء جميل، فقبل عدة سنوات كان عندنا مشروع جيل التقنية وعرضناه حقيقة على العديد من رجال المال والأعمال وخاطبنا فيه جمعية أو مؤسسة تقنية في الشارقة، حيث زاروني وكتبت لهم خطاباً والشيخ يوسف كتب لهم وتبنوا عددا من العلماء، وهي موجودة على الانترنت، وهي مؤسسة تقنية رائعة وجميلة وتعاني ما تعاني في التمويل.



    زوجي.. والصيام

    وردًّا على سؤال من مشاركة تقول : إنها تزوجت إيطاليًّا منذ ست سنوات وهي تعتقد أنه يصوم ويترك، وأحياناً تشك أنه يترك تماماً، قال الشيخ سلمان : ما دام هو عندك يصلي ويصوم، فليس لك إلا الظاهر، والشك ربما هذا مرض نفسي عندك أو شك في غير محله، وقد يكون سبباً في فتنته عن دينه أو سبباً في الانفصال بينك وبينه.

    وأضاف فضيلته: خذيه على ظاهر الأمر وعلميه إذا كان عنده بعض النقص، وحاولي أن تحتويه بقدر المستطاع وتقوّي إيمانه وتجتهدي في الدعاء والصبر، ولعل الله أن يصلح لك زوجك.



    مشاركون في التغيير

    وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة تقول : إن التغيير على أرض الواقع هو واقع ومن يفوز به هو من يقتنع بهذا الواقع ويعمل على انتهازه، قال الشيخ سلمان : هذا صحيح، ولذلك فإن التغيير يجب أن يشارك فيه كل إنسان، حيث يجب أن نكون المجتمع الذي كل فرد فيه صانع للتغيير، فنحن لسنا فقط فئة يقتلها الانتظار وننتظر أن يقوم الآخرون بالتغيير بينما نحن مستهلك أو مستلم، وإنما ينبغي أن نكون مشاركين في صنع التغيير.

    وأضاف فضيلته : كما أنني أفهم من المداخلة أن التقنية والإعلام الجديد هو الذي مكن المهمشين والناس الذين ربما كان دورهم ثانوياً يوماً من الأيام وأن يكون صوتهم مسموعاً على أعلى مستوى.



    ثقافة الحوار

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول : إن جزءاً من التغيير أن تكون ثقافة الحوار واضحة، قال الشيخ سلمان : هذا صحيح، مشيرًا إلى أن الحوار فن وأخلاق، وعلى سبيل المثال، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يخاطب أبا طالب في مرض الموت، ويقول له هذه آخر فرصة، وعلى الرغم من أنه يحدثه عن أهم موضوع على الإطلاق، وهو التوحيد، فضلا عن كونه يحدث رجلا يحبه النبي -صلى الله عليه وسلم- وله معروف سابق وفضل، ومع ذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخاطبه بغاية الهدوء : « أَىْ عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ».

    وأضاف فضيلته أن هذا يؤكد أن الغيرة والحماس وضيق الفرصة كلها لا ينبغي أن تحملنا أو تحفزنا على أن نكون دائماً غضبيين وانفعاليين، مشيرًا إلى أن الإنسان ربما تمر به الظروف وحالات يكون فيها أحياناً مغضبا أو متضايقا أو عنده ضغط معين، لكن ينبغي أن لا يعذّر لنفسه أو يستسلم لنفسه، حيث ينبغي أن نركن دائماً وأبداً إلى الهدوء في الحوار مع الناس الذين من حولنا لأنه يلاحظ دائماً أن هناك ردة فعل، فإذا رفع شخص صوته عليك، فإنك في الغالب ترفع صوتك عليه، وبالتالي يكون هناك تدافع، وعلى سبيل المثال، فإن شخصا ذكر أن امرأة في الحرم قامت وأعطت واحد كفاً فغضب وأراد أن ينتصر لنفسه، فدائماً كل فعل له ردة فعل، ولذا علينا أن نسعى في إزالة الأفعال السلبية وتخفيف ردود الأفعال قدر المستطاع.



    خطباء المساجد

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يتحدث عن الخطاب الديني لخطباء المساجد، قال الشيخ سلمان : إنه ليس المقصود بتوحيد الخطاب الديني توحيد الخطبة، ولكن ينبغي أن يكون للخطيب دوره وبصمته وتميزه وشخصيته أيضاً، ولذلك يكثر الناس أو يقلون عند الخطيب بحسب ما يعطي من الأهمية، مشيرًا إلى أن الخطبة يمكن أن تتحول إلى مثل البرنامج تماماً، لكن الذي يمكن توحيده هو توحيد المبادئ العامة والكلية التي يتحدث عنها الخطباء.

    وأضاف فضيلته : إنه يوجد عندنا في المملكة مشروع نهضوي، مشيرًا إلى أن جزءا من هذا المشروع هو المساجد بدءاً باللوحات المعلقة على أبواب المساجد، وبدلاً من أن تعالج قضايا جانبيه وشكلية، مثل : نغمات الجوال مكتوبة بعشر لغات فالأولى أن تجد لوحة فيها التعريف بأركان الإسلام الأساسية موجودة بعشر لغات أحياناً، مروراً بنظافة المسجد ودور الإمام والخطيب، ودور الجماعة والمرفقات والملحقات التي بالمسجد، ودورات المياه، والحدائق، وأماكن الأطفال، والمكتبات، حيث يمكن أن يكون المسجد عبارة عن مؤسسة متكاملة، وأن يكون هناك -إن صح التعبير- نموذج يعتمد في كثير من المعمار وغيره، لافتًا إلى أن هذا جزء من عملية النهوض الحضاري، موضحا أنه يوجد في ماليزيا أشياء من هذا القبيل تستحق الإشادة.



    التغيير حكاية

    وتعقيبًا على مداخلة تقول : إن التغيير حكاية تبدأ منك أنت، حيث تبدأ بنسج هدف ثم يقوضها الإرادة والعزيمة ثم تنتهي بصيرورة واقعية على المستوى الشخصي.. أليس كذلك؟، قال الشيخ سلمان : إن التغيير هو حكاية الفرد صانع فيها والمجموع مؤثر ومهم، فالفرد والفريق معاً جنباً إلى جنب لا ينبغي أن نلغي دور الفرد أو نظن أنه من دون روح جماعية لن نصنع شيئاً ولا نظن أيضاً أن عليك أن تتجاهل الواقع كله وتعمل كفرد وبذلك يكون عندك طموح أكبر مما هو مقدور عليه وأكبر مما هو ممكن، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد: من الآية11)، فهذه هي الروح الجماعية، لافتًا إلى أن الأستاذ عبد الله البريدي أثار حولها تساؤلاً، ولكنه يتطلب جدلاً حوله ويحتاج إلى وقت أوسع من هذا إن شاء الله.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://faid.yoo7.com
     
    الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » ادعية بصوت الشيخ عبد الرحمن السديس

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدى المعلم و العلم والمعرفة :: على مذهب أهل السنة والجماعة :: الإسلام المتسامح-
    انتقل الى: